فــ (( هناكَ شخصٌ تافهٌ يتصلُ بك )) .. !!
أتدرونَ ما هذا ؟؟
ماذا تتوقعون ..؟؟
سأخبُركم وكلِّي حزنٌ وأسى ..
أقولُها والقلبُ يتقطّعُ حسرةً على الحالِ الذي وصلَ إليه المسلمون ..
إنها نغمةُ رنينٍ للجوالِ ..
تبادَلوها فيما بينهم وسطَ أجواءٍ منَ الضحكِ والسخريةِ،،
وقدْ قررتْ فلانةُ تخصيَصها لفلانةٍ التي لا تحبُها ..
وفلانٌ لشدةِ بغضِه لرئيسِه في العملِ قررَّ أن تكونَ هيَ نغمتُه الخاصةُ بِه ..
ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ..
ألهذا الحدّ وصلتْ الاستهانةُ بالغيبةِ ..؟؟
ألهذا الحدّ وصلتْ الاستهانةُ بالمسلمينَ وتحقيرُهم ..؟؟
ألمْ يتفكروا يومًا وهمْ يقرؤونَ قولَ الحقِّ سبحانَه ..
: ( وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) الحجرات / 12
أما سمعوا كلامَ نبِينا وحبيِبنا ( صلواتُ ربِي وسلامُه عليهِ ) في التحذيِر مِن تحقيرِ المسلمينَ والاستهانةِ بهمْ ...؟
، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ قال : " المسلمُ أخو المسلمِ لا يخونُه ولا يكذبُه ولا يخذلُه ،
كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ عرضُه ومالُه ودمُه ،
التقوى ها هُنا ، بحسْبِ امرئٍ منَ الشرِّ أنْ يحتقرَ أخاهُ " رواهُ مسلمٌ برقمِ 4650 والترمذيُّ برقمِ 1850
سبحانَ الله ..!!
قديًما كنّا نسخطُ مِن أولائكَ الذينَ يغتابونَ ويُنهونَ حديَثهم بِــ ( أَستغفرُ اللهَ مِنْ غَيَبِتهم ))
كنا نراهُ استهتارًا بِالدينِ .. أّبعْدَ الخوضِ وأكلِ اللحومِ يُنهونَ الحديثَ بِــ أَستغفرُ اللهَ ..؟؟
الآنَ أصبحْنا نرى مَن يغتابُ ويضحكُ ..
ويغتابُ ويعينُ على الغيبةِ إخوانَه ..
حسنًا .. إذا كانَ العلماءُ قدْ أقرُّوا أنَّ الذي يجلسُ مجلسًا فيهِ غيبةٌ ثمّ لا ينكرُ
أو لا يغادرُ المجلسَ، عُدَّ مشتركًا معهمْ في الإثمِ ..
فما بالُكم بمنْ يجعلُ الإثَم يأتيهِ كلّما رنّ جوالُه ..؟؟
احذروا أحبتي .. احذروا منَ الاستهانةِ بأوامرِ اللهِ والفرحِ بالإثمِ ومعاونةِ الناسِ على الوقوعِ فيهِ ..
قبلَ الإقدامِ على أيِّ عملٍ اعرضوهُ على ميزانِ ديِنكم الذي خَطَّ لكمْ مِنْهاجًا مُستقيمًا لا يزيغُ عنهُ إلا هالك،،
تفكّروا قليلاً .. لحظاتٌ لنْ تأخذَ منْ وقتِكمُ الكثيرَ .. ولا منْ جهدِكمْ إلا اليسيرَ ..
لكنها ربما ستكون سببا لنجاتكم من النار ..
تفّكروا .. هل هذا العملُ يرضي اللهَ أم يسخطُه ..؟
هل ما ارتضيتُموه لفلانٍ ترضَونه لأنفسِكم ..؟؟
عنْ أنسِ بنِ مالكٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم قال :" لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيهِ أو قالَ لجارِه ما يحبُّ لنفسِه"
* ( صحيح ) _ الصحيحة 73 : الروضُ النضير 129 : وأخرجَه البخاريُّ ومسلمٌ..
إخوتي .. لاتبيعوا دينَكم لأجلِ ضحكاتٍ تعالتْ معَ فلانٍ وفلانةٍ الذينَ ضّيعوا حدودَ ربِّهم ..
ضحكاتٍ سُرعانِ ما تُنسى بعدَ تفُّرقِ المجلسِ .. لكنَّ العليَّ العظيمّ أحصاها عليكم..
(( أحْصاهُ اللهُ ونسوهُ ))
ضحكاتٍ في سخطِ المولى ملأتْ البطونَ .. وضجَّ بها المكانُ ..
وفي ذاتِ الوقتِ .. ملأتْ صحيفةَ أعمالِكم بما لا تسرُّكم رؤيتُه يومَ القيامةِ ..
وختامًا أقولُها ..
كلمةٌ منْ قلبِ مُحبٍ مُشفقٍ ..
لا ترضَوا بغيرِ دربِ التقوى طريقًا ..
وإيّاكمْ ومُماشاةَ العصاةِ خشيةَ أنْ يسْخَطوا .. فإنْ سَخِطُوا ..فما أسخطتَهم إلا للِه
وحسبُكم رضى اللِه عنكُم ..
نسألُ اللَه أنْ نكونَ معًا مِمَّنْ يرضى اللهُ عنهُم ويُرضيَهم ..